المرصد- فرفحين


"جئنا لنقول أن موقف المحسوبين على تيار جبران باسيل لا يمثل موقف عموم الشعب اللبناني. نحن من الشعب ومتضامنون مع العمال المياومين والجباة ومطلبهم المحق في التثبيت". هذا ما جاء على لسان أحد المتضامنين الذين توجهوا مساء الخميس إلى مؤسسة كهرباء لبنان للتعبير عن موقفهم الداعم للعمال في معركتهم، خاصة في وجه أعمال "البلطجة" التي يتعرضون لها على يد مجموعات شبابية من التيار الوطني الحر.
المتضامنون هم شبان وشابات من الناشطين والناشطات المستقلين الذين تداعوا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" للوقفة التضامنية هذه، على أثر الدعوة الثانية التي وجهها التيار الوطني الحر للتظاهر ضد المياومين. "جئنا للوقوف إلى جانبكم وما يحصل لكم يحصل لنا" يقول أحد المتضامنين متوجها إلى العمال. "قررت أن أنزل بنفسي إلى مؤسسة الكهرباء، فوجدت عمالا، لا زعران. وجدت من يقف ضد الاستغلال، لا مجموعة من المرتزقة. وجدت من يدافع عن حقه بعيش كريم، لا محتلين" تقول هبه إحدى الناشطات.  وتقول ناشطة أخرى: "أنا شمالية من أهالي الأشرفية وأطالب بحماية اعتصام العمال المشروع كما لم يحم أحد أبي في سنوات عمله الـ40 الماضية." فيما يضيف نبيل: " إنه لأمر واضح بالنسبة إلي ومما شاهدته أن حركة هؤلاء العمال لا تمت لطائفة أو للطائفية بصلة، إنهم مجتمعون لأنهم عمال مهدورة حقوقهم من كل الطوائف والانتماءات السياسية ونجحوا في تحييدها لأنهم رؤوا مصلحة مشتركة ومصير مشترك. وبالرغم من محاولات العونيين وغيرهم لجرهم إلى المستنقع الطائفي، يظل العمال يقاومون ذلك..وعسانا نتعلم منهم."
داخل الشركة يتجمع العمال والعاملات ومعهم الناشطين يتناقشون في الخطوات التالية وكيف سيدافعون عن أنفسهم في مواجهة هجمة "الشبيحة" المرتقبة بعد دقائق.
دقائق تمر وسط حالة من الترقب، معنويات العمال عالية، هتافات يتم تردادها وكلمات ترفع من عزيمتهم. وفي تدبير جديد عصب العمال رؤوسهم وأياديهم بقماش بنفسجي لكي يتعرفوا على الدخلاء عند هجوم العونيين. لماذا بنفسجي نسأل؟ "لأنه لون اللذين لم يتلونوا بألوان الطوائف والأحزاب" يرد أحد العمال، ويضيف آخر: " لأن الطوائف والأحزاب لم تصادر هذا اللون بعد"، فنقول لهم أن اللون البنفسجي هو اللون الذي تبنته الحركة النسائية في العالم، فيرد أحدهم قائلا: "لم لا نتبناه نحن أيضا؟ فالنساء والعمال هم المظلومين على هذه الأرض".
أصبحت الساعة الثامنة مساء، يرد اتصال للعمال مفاده أن العونيين اعتدوا على مصور قناة "الأم تي في" واشتبكوا مع عناصر الأمن عند وزارة الطاقة. فيتأهب العمال "لا بد أن "الزعران" في طريقهم إلينا الآن" منهم من يتوجه إلى البوابة الأساسية لحماية المؤسسة ومنهم من تحصن داخلها. فيما انتشر عدد كبير من العناصر الأمنية وقوات مكافحة الشغب أمام المؤسسة ، لكن لم يأت أحد.
عند الثامنة والنصف، يرد اتصال آخر: العونيون  فكوا اعتصامهم عند وزارة الطاقة و لن يتوجهوا إلى مؤسسة الكهرباء. ترتاح الوجوه وتعلوها ابتسامات الانتصار: اليوم مر على سلام ومن دون جرحى أو دماء، وغدا يوم آخر! فيما الناشطون يتفقون على التردد الدائم على مكان الاعتصام وتوسيع أطر الدعم والدعوة إلى التضامن.  

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments