العمال السوريين "ملطش" في كل زمن. فهم ضحايا لنظام أمعن في إفقارهم في سوريا وضحايا لإيديولوجيا عنصرية وطبقية بائسة في لبنان. وفي ظل حالة التحريض الهستيرية ضد العمال واللاجئين السوريين الذين أصبحوا عرضة لعمليات خطف يومية، عمدت بلدية بحمدون-الضيعة وبعنصرية خالصة وكتدبير عقابي جماعي، إلى إصدار تعميم علقته على جدران البلدة موجه إلى العمال السوريين حصرا، تمنعهم بموجبه من التجول بين الثامنة مساء والسادسة صباحا.


وفي اتصال مع البلدية أجاب احد الموظفين ويدعى غابي خيرالله بكلمات توحي بالنظرة الدونية التي ينظر من خلالها إلى هؤلاء العمال قائلا بأن: "العمال السوريين أصبحوا كثر بالمنطقة والهدف من التعميم ليس "تكحيشهم" (أي طردهم) بل أن نضبضبهم (أي نلمّهم)". وفي مجرى الحديث ترددت كثيرا على لسان هذا المسؤول عبارة "الغربية" أي الغرباء الذين "يشكلون خطرا أمنيا واجتماعيا محتملا" على هذه البلدة الوادعة والهانئة! في استعادة بائسة للأسطورة اللبنانية حول "الغريب الذي سرق الجرة".


ومن التبريرات التي أعطاها خيرالله لنشر هذا التعميم هو "حماية مسبقة لنسائنا وبناتنا من التلطيش والتحرش" علما أنه لم تحصل حالة اعتداء أو تحرش جنسي واحدة بنساء الضيعة بحسب هذا المسؤول نفسه، ليستدرك لاحقا ويقول أنه جرت مرة حادثة تحرش بأحد الأطفال!


وللتوضيح، هذا التعميم يطال حصرا العمال السوريين الذي يعمل أغلبهم في ورش البناء في بحمدون ومحيطها، لا العائلات السورية الميسورة التي نزحت إلى بحمدون بالعشرات واستأجرت منازل أو نزلت في أوتيلات البلدة. فبحسب خيرالله، أوتيلات بحمدون المحطة والضيعة امتلأت حتى آخرها وفي الضيعة وحدها حوالي 20 عائلة سورية.




1 comments:

  1. entrümpelung wien said...

    الموضوع ممتاز جدا
    entrümpelung
    entrümpelung
    entrümpelung wien



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments