عند وزارة الإتصالات، اتخذت إحدى الطالبات وزميلات لها من مدرسة عمر فروخ الرسمية، ركنا فيئاً ليخطن لافتة استعداداً لرفعها في اعتصام "هيئة التنسيق النقابية". يستغرقن في مناقشة الشعار، واحدة منهن تقترح أن يكون موجهاً للحكومة لإنقاذ العام الدراسي، وأخرى تصر على أن يحمل رسالة تضامنية مع الأساتذة، ليتفقن بعدها على الشعار التالي: "نحن ومعلمونا في خندق واحد". اليوم كان أول تجربة اعتصام يخضنها. المعلمة التي تراقب طالباتها عن بعد أمتار تقول لـ"المدن": "الدرس الأهم الذي نعلمه لطلابنا اليوم هو في الإحتجاج"، وتضيف: "سنعود وطلابنا إلى مقاعد الدراسة ورؤوسنا مرفوعة بعد أن ننتزع حقوقنا". 
هكذا، إلتقطت هيئة التنسيق نفساً جديداً في اليوم الحادي والعشرين للإضراب المفتوح، مع انضمام طلاب في المدارس الرسمية وأهاليهم إلى تحركاتها. هؤلاء، بدأوا بعقد جمعيات عامة في المدارس والثانويات والمهنيات تحضيراً لدخول المعركة. هيئة التنسيق، تعد اللبنانيين بأجمل لوحة تجمع القطاع التربوي بمعلميه وطلابه وأهاليهم الثلاثاء في اعتصام مشترك أمام وزارة التربية، استعداداً ليوم 21 آذار، الذي أعلنه حنا غريب "يوم الزحف العظيم" إلى السرايا الحكومية من أجل إحالة السلسلة إلى مجلس النواب. 
أما صباح الاثنين، فقد نفذت هيئة التنسيق إعتصاماً في بيروت أمام وزارة الاتصالات في بئر حسن طالبت فيه الحكومة بالانتهاء من دراسة ملف تمويل السلسلة لإحالتها إلى مجلس النواب في موعد أقصاه 21 آذار، على أن يكون التمويل كما جاء في كلمة غريب: "من حساب الهيئات الاقتصادية، والريوع المصرفية والعقارية والفساد والهدر وعلى حساب مغتصبي أملاك الدولة البحرية والنهرية". وجزم غريب بأن: "لا وألف لا، لن يكون هنالك تمويل على حساب فقراء لبنان، بل على حساب الأغنياء الذين كدسوا الأموال وأغرقوا البلاد والعباد بالمديونية وبالسرقات". وحمل غريب رسالة طمأنة إلى الطلاب قائلاً: "اطمئنوا يا فلذات أكبادنا بأن لا امتحانات قبل أن ننجز لكم كل المناهج الدراسية". 
كذا، انضم موظفو الوزارة إلى الاعتصام وتحدث باسمهم غسان ناصر الذي قال أن: "الموظفين يسطرون بطولات بخرقهم لقوانين بالية". كما حذر المدراء في الوزارات والإدارات العامة من التعرض للموظفين المضربين. وألقت هدى بيطار كلمة باسم رابطة الأجراء الدائمين والمياومين في الإدارات العامة، فقالت: "اليوم نقف خطاً واحداً لنؤكد مشاركتنا في كل الإعتصامات والإضرابات التي تدعو إليها هيئة التنسيق النقابية لأنها المدخل الوحيد إلى بناء دولة المؤسسات. وواجبنا الدفاع عن القطاع العام  المهدد بالتصفية، ذلك أن موظفي الإدارات الرسمية من الأجراء والمتعاقدين والمياومين، يقوم على أكتافهم العمل الإداري ويعاملون بشتى أنواع الاستغلال والقهر المعنوي والمادي".
وكرسالة تضامن مع هيئة التنسيق النقابية انضم إلى الاعتصام وفد من العاملين في مستشفى رفيق الحريري الجامعي. يقول محمد البخاري، مسؤول لجنة المتعاقدين في المستشفى لـ"المدن": "ليس من المعقول أن تنفذ هيئة التنسيق النقابية تظاهرة على مقربة من المستشفى حيث نعمل من دون أن ننضم إليها. اننا كعاملين نخوض معركتنا الخاصة لانتزاع حقنا بالضمان الصحي وبالتثبيت. وسيأتي اليوم الذي سنطلب من الهيئة أن تقف إلى جانبنا في معركتنا".
تنتهي الكلمات وينطلق المتظاهرون بمسيرة على وقع هتاف: "جاي دورك يا قصار، زنغا زنغا دار دار"، وصولاً إلى مبنى عدنان القصار، أبرز المهولين بالتداعيات الاقتصادية "الكارثية" لإقرار السلسلة. هناك هتف المتظاهرون: "الهيئات الاقتصادية ما عندها مصداقية، شبعونا تهديدات للمصلحة الشخصية. نحن ندفع ضرائب وهني أكبر حرامية"، و"يا للعار يا للعار من ميقاتي ومن قصار، ومن حكومة التجار". هكذا ختم المتظاهرون اعتصامهم على أن يلتقوا صباح الثلاثاء أمام وزارة التريية في يوم سيكون "مشهوداً عن تحالف الأساتذة والمعلمين والموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين والأجراء وأهل التلامذة وطلاب لبنان، على أساس الوحدة الاجتماعية"، كما أعلن غريب.  

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments