من مظاهرة للتنسيق النقابية- by farfahinne |
دبت الحياة مؤخراً في اتحاد نقابات موظفي المصارف في بيروت. هناك، تجري التحضيرات للاعتصام المركزي يوم الجمعة المقبل أمام مقر جمعية المصارف ابتداء من الساعة الرابعة عصراً. حركة الاتصالات لا تتوقف لتنسيق توافد الموظفين من المناطق، وكذلك الاجتماعات. عشرات اللافتات كتبت وعلقت على الأخشاب، تنتظر حامليها. أمّا البيانات الموجهة للموظفين فطبعت وأخذت طريقها للتوزيع. البيانات تدعو الموظفين لأوسع مشاركة في تحرك الجمعة امام جمعية المصارف: "من أجل الحفاظ على الحقوق المكتسبة"، و"من أجل الحفاظ على عقد العمل الجماعي" و "لأن لغة الحوار لم تثمر على مدار السنوات الثلاث الماضية".
وكان اتحاد موظفي المصارف تقدّم بكتاب
إلى وزير العمل سليم جريصاتي لمطالبته بإعلان "فشل" الوساطة بين الاتحاد
وجمعية المصارف حول تجديد عقد العـمل الجـماعي. وعقد اجتماع أبدت خلالـه الوزارة
رغبـتها في الإفساح في المجال للحوار وعدم نسف المفاوضات. على أن يقدم جريصاتي
اقتراحـات تقـرب وجـهات النظر في ما يخص البنود المختلف عليها مع جمعية المصارف.
ويؤكد رئيس الاتحاد جورج حاج لـ"المدن" بأن "لا عودة عن الاعتصام
إلا بصيغة تعديلات إيجابية تصدر بشكل رسمي. غير ذلك نحن ماضون بتحركاتنا".
قيادة الإتحاد تعد
بمعركة لن تخرج منها منكسرة. فالتحركات ستأخذ تباعاً مساراً تصاعدياً. وهي كانت قد
بدأت مع إعتصام طرابلس مؤخراً، إلى الإعتصام المركزي المقبل في بيروت، وصولاً إلى
الإضراب العام. في هذه الأثناء، تعوّل القيادة النقابية على ثقة آلاف العاملين بها
وانخراطهم بالتحركات من أجل صد الهجمة على مكتسباتهم. ويعوّل حاج على المعركة
لتعزيز الثقة هذه ويقول: "افتقار العاملين الثقة بالعمل النقابي ليست محصورة
بالإتحاد، بل لها علاقة بالواقع النقابي بشكل عام في البلد". كما يرد الأمر
إلى "سياسة الجزرة والعصا" التي تتبعها المؤسسة المصرفية في ترغيب
وترهيب الموظفين.
ترهيب، وصل إلى حد
إقفال أحد المصارف أبوابها منعاً لخروج الموظفين للالتحاق بزملائهم المعتصمين في
طرابلس. فعل يعد انتهاكاً صارخاً للحريات العامة وللحق بالعمل النقابي والحق
بالإضراب، وقد يتكرّر مجدداّ في حال عدم التصدي له جدياً من قبل القيادة النقابية.
والى هذا الانتهاك تضاف تصرفات تعسفية أخرى تقوم بها إدارات بعض المصارف منها
التهديد بنقل الموظفين، والحرمان من العلاوات وكذلك الحرمان المباشر من العمل
النقابي.
فالمصارف الثلاثة
الكبرى مثلاً "لبنان والمهجر" و"عودة" و"بيبلوس"
تمنع صراحة موظفيها من الانضمام إلى النقابات. هذه المصارف ستكون هدفاً لتحركات
الإتحاد في المرحلة المقبلة، لإجبارها على احترام الحق بالعمل النقابي وكذلك
لتشجيع الموظفين لكسر حاجز الخوف والمطالبة بحقوقهم.
حاجز الخوف تخطاه
المئات من الموظفين خلال الاعتصام الأخير الذي شهدته الفيحاء. عبلة عبدو مثلاً
التي تعمل في أحد المصارف في طرابلس، عملت على خط تشجيع زملائها على المشاركة
بالتحرك. وعندما واجهوها بترددهم، شرحت لهم المخاطر المحدقة بوضعهم. عندها،
اقتنعوا ونزلوا إلى الاعتصام معها "وسار معنا المدير حتى" تقول
لـ"المدن". أما بالنسبة لاعتصام يوم الجمعة فتقول عبلة: "أتوقع
حضوراً كثيفاً، فلم يعد هنالك ما يخيفنا. فجمعية المصارف لم تبقِ لنا شيئاً لنخاف
عليه"، مضيفة: "في وقت يخرج العمال في قطاعات أخرى للمطالبة بمكتسبات
إضافية، نخرج نحن من المصارف للمطالبة بالمحافظة على مكتسبات عمرها عشرات
السنين".
إلاّ أن ما يقلق عبلة،
أكثر من غيره، هو ما وصفته بـ"التعتيم الإعلامي" على قضية موظفي
المصارف. تسأل بداية: "لماذا الإعلام لا يأتي على سيرتنا؟"، ثم تجيب
نفسها: "لأن حوت الرأسمال يسيطر على كل شيء في البلد، بما فيه الإعلام. وبضغط
من أصحاب العمل، يصم الإعلام أذنيه عن سماع صرخات العمال والموظفين".
2 comments:
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
تابعوا معانا كل جديد فى عالم حواء
منتدى مملكة حواء
موضوع رائع وممتاز luxusumzug Fur Wohnungsräumung und favoritenumzug fur Wohnungsräumung und ath-trans fur Wohnungsräumung