الاعتصامات، والتحركات والإضرابات التي شهدتها مصر ولاتزال، تعبر عن عمق أزمة النظام المصري مقابل الحركة الاعتراضية الصاعدة من الواقع المر للشريحة الأوسع من المجتمع.
إن اعتصام الثاني من مايو- أيار يشكل نقلة نوعية في تاريخ نضال الطبقة العاملة المصرية. فبعد انتزاع الحق بتشكيل نقابات حرة ومستقلة تمثلت بالنقابة المستقلة للضرائب العقارية، ها هم العمال والعاملات يتّحدون من أجل المطالبة بوضع حد أدنى للأجور، ما يشكل ردا جوهريا على سياسات الإفقار وإشاعة البؤس التي ينتهجها نظام حسني مبارك.
اليوم نقف الى جانب عمال وعاملات مصر المناضلين، وعموم الشعب المصري، ضد النظام الذي تمادى في سياسات القمع والتعذيب والطغيان وانتزاع المكاسب التاريخية للطبقة العاملة لمصلحة أقلية من أصحاب رؤوس الأموال.
هو النظام نفسه الذي ينفذ مطيعاً أوامر الإمبريالية الأميركية والاحتلال الإسرائيلي؛ فيضرب بيدٍ العمال والفقراء المصريين، ويضرب بأخرى المقاومين الفلسطينيين. فيقمع تحركاً عمالياً في مصر ويبني جداراً لعزل الفلسطينيين في غزة.
ان وقفة عمال وعاملات مصر هي خطوة مهمة باتجاه التغيير. لذا نعلن عن تضامننا الكامل معهم، من أجل الحصول علي مطالبهم كافة، وعلى رأسها وضع حد أدنى للأجور يليق بالحد الأدنى من الحياة الكريمة. إيماناً منا بأن هذا المطلب هو واحد من الحقوق الأصيلة والمشروعة لكل العمال.
هذا ويأتي التحرك من أجل المطالبة بوضع حد أدنى للأجور في مناسبة 1 مايو-أيار، وهو اليوم الذي يحتفل فيه العمال في كل العالم بعيدهم. ويصادف هذا التاريخ مرور النظام الاقتصادي الرأسمالي العالمي بواحدة من كبرى أزماته. ففي الوقت الذي ادت فيه الأزمة الى افلاس عدد كبير من الشركات والمصارف والى طرد ملايين العمال والعاملات ،الذين أصبحوا جيوشا من العاطلين عن العمل، تعمد الحكومات إلى اعطاء البلايين من الدولارات الى الرأسماليين مسببي الأزمة، ويتم هذا الدعم من اموال العمال، دافعي الضرائب ،الذين لم تلتفت إليهم هذه الحكومات.
يا عمال وعاملات مصر المناضلين والأحرار،
إن تضامننا معكم هو تعبير عن إيماننا الراسخ بأحقية مطالبكم. فالعمال في لبنان يعانون ما تعانون. والطبقة الحاكمة اللبنانية لا تزال تمعن في سياسات السرقة من جيوب صغار الكسبة والعمال ،فتعمد الى خصخصة القطاعات العامة والحيوية وترفع الضرائب الجائرة، وتبقي على حد أدنى للأجور منخفض، وتسيطر على عمل النقابات العمالية، كل ذلك خدمة لمصالح أصحاب المصارف والأموال. وكما في مصر، تعمد الطبقة الحاكمة في لبنان الى استعمال سلاح الطائفية كأداة لتقسيم الطبقة العاملة.
في مناسبة أول مايو-أيار وإزاء الوقفة الشجاعة التي تقفونها، علينا ان نتذكر ان من يمعن في استغلالنا كعمال وعاملات هو نفسه الذي ينفذ إملاءات الإمبريالية والاحتلال الإسرائيلي، هو من يبقي على الطائفية من أجل تفريقنا وهو من يتبع سياسات القمع والتعذيب من أجل إسكاتنا.
ولا يسعنا إلا ان نقول ان ما تصنعونه اليوم، يا عمال وعاملات مصر ،سوف يكون غداً حركة تجتاح المنطقة، حركة من الناس والى الناس، حركة من اجل التخلص من الاستغلال والفقر والقمع،ومن أجل مجتمع حر وعادل وديمقراطي .والطريقة الوحيدة لجعل ذلك ممكناً هي عبر التضامن..تضامن العمال أينما وجدوا.
التجمع اليساري من أجل التغيير
التجمع الشيوعي الثوري