قامت القوى الأمنية اللبنانية بالاعتداء على تظاهرة القوى اليساري ضد السفارة المصرية.. دون أي سبب.. بوحشية.. بفاشية.. ”

لم تكن المرة الأولى التي تثبت فيها القوى الأمنية مجدداً أنها عصبة فاشية، وكومة قاذورات، ببوليسها، وبجيشها، لدينا في ذاكرة آبائنا صوراً واضحةً عن نضالات العمال في الخمسينات والستينات والسبعينات، ودور هذه القوى نفسها في قمعها وقتل قاداتها، ولدينا في ذاكرتنا صوراً قريبةً عن سلوك وزارة الداخلية والدفاع الدائم تجاه أي حركة مواطنية بريئة من حاضنة الطوائف، خارجةً عن منطق القطيع الرسمي، نعرفهم جيداً، ونعرف أنهم بوضوح: حماة لأسياد هم انفسهم، حماة لمصالح أسياد من الخارج.

نفس القوى الأمنية التي صفق لها سياسيو الوطن عندما قمعت أبناء الفقراء في حي السلم، وفي الرمل العالي، وفي مار مخايل.

نفس القوى الأمنية التي صفق لها الجميع عندما أعادت تذكيرنا بالعنصرية البشعة ضد الفلسطينيين في لبنان، في ميدان نهر البارد

نفس القوى الأمنية التي ترمي أسلحتها دوماً أمام العدو الاسرائيلي، أو تكتفي بلقب شهيد اذا ما استهدفت وهي في ثكناتها.

أرانب دائماً.. إلا عندما يجد الجد أمام قوة خطيرة بلاطائفيتها، بامكانية أن تقنع العالم بخطاب عقلاني سياسي خارج عن حدود العصبيات القبلية التي تستهوي نفس هذه الفاشية العسكرية اللبنانية. أرانب دائماً في الجنوب، منذ 1948 حتى الغد وبعد الغد، وعسكر، عسكر على مين؟ على كل جائع، كل رافض، كل ثائر، كل مناضل حقيقي، كل شاب يملك حلم تغيير، أو طريق تحرير يمر.. فوق جثة عقيدتها البالية.

أيها الجيش المختبأ خلف بدلتك: نحن يساريون، لا نعترف لا بقيادات حزبية بالية تتسول عطفكم ورضاكم، ولا نعترف بقداسة آلياتكم، لنا قضية واحدة: فلسطين، ولو كان طريقها فوق جثثكم.

نحن خريجو تاريخٍ من الرصاص، لن ترهبنا أعقاب بنادقكم.

نحن خريجو مدارس الزيتون والصنوبر والسنديان، لن ترهبنا هراواتكم.

نحن خريجو اللغة الجميلة والفصاحة المتقنة، لن ترهبنا خطاباتكم ومزايادتكم.

نحن خريجو هذه الأرض، لن ترهبنا جزماتكم القابضة على اللحظة.

وأنتم، أنتم حثالة الدولة، دولة الحثالة، موظفو الطوائف، خدم الإقطاعيات العائلية، حراس اللصوص، المتآمرين دوماً، بضباطكم، برتبائكم، بجنودكم، بكل من يساندكم، أنتم الأمن: فعل ناقص، ينقصه الكرامة والرجولة والقضية.

إلى قيادة الحزب الشيوعي وبعض الملحقات اليسارية الأخرى: أثبتم فشلكم، انهزامكم، خوفكم من شبابكم. فانسحبوا.

إلى الإعلام اللبناني – باستثناء قناة الجديد – هل يجب أن نقدم لكم بطاقات التعريف عن طوائفنا، كي تكترثوا لما حدث؟

إلى رفاقي، أعرفكم جيداً، وأعرف ما تخبؤون دوماً للغد، سنعود إلى الأرض، دون إذن حزبي، لن نتراجع اذا كنا بلا غطاء سياسي، سنغطي بعضنا بروح رفاقية لا تموت، بقضية نحفظها في جراحنا وكسور أضلاعنا، منمشي، منمشي.. منمشي ومنكفي الطريق..

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments