by Hanibaael


قبل مجيء بطل عمليّة تدمير مخيّم نهر البارد، ميشال سليمان، إلى سدّة رئاسة النظام اللبناني العنصري، بدأ الحديث عن تركيب نظام مخابراتي قمعي في البلاد، يشبه لحد بعيد التركيبة الأمنيّة أثناء وجود البعث السوري في لبنان.
شكّل تدمير المخيّم على يد الجيش اللبناني بقيادة ميشال سليمان، أوراق اعتماد لدخوله إلى النادي السياسي، الذي يضم نخبة من زعماء القبائل، ومجرمي الحرب الأهليّة.
طبعاً، رئيس الجمهوريّة لا يتحمّل مسؤوليّة القمع، فصلاحياته تتمحور حول منح الأوسمة وتمضية وقته في السفر، ولقاء زعماء العالم، والعَمَل بمقولة “مين ما أخد أمي، بقلّو عمي”. وهو يشكّل رمزاً للمرحلة التي يمر بها النظام اللبناني.

في الآونة الأخيرة، ارتفع الصوت عالياً ضد الحريّات العامة. من هنا، وثيقة صادرة عن وزارة الإعلام تهدف لوضع رقابة على الحركة الصحافيّة، تحت اسم “مسودّة إعلان مبادىء” و”ميثاق شرف إعلامي” (كتبت في وقت سابق عن الموضوع)، إضافة لمشروع قانون يسمح بسجن الصحافيين احتياطيّاً. ومن هناك، أصوات تُطالب بإيقاف برنامج تلفزيوني للضحك لأنّه “ضد الأخلاق”. ومنذ أيّام، ادّعى المدير العام للأمن العام، اللواء وفيق جزيني، لدى النيابة العامة التمييزية، على مدير تحرير «الأخبار» الزميل خالد صاغيّة، بسبب مقال نشره بتاريخ 18/1/2010 في الصحيفة. (إقرأ المقالة هنا)

لا يقتصر مشهد قمع الحريّات على الصحافة، بل امتدّ إلى الشارع، بأوقح أشكاله. وهذه المرّة طال حريّة التظاهر والاحتجاج. هذا ما جرى، السبت الماضي (23 كانون الثاني 2010)، في اعتصام أقامته حركات ومجموعات يساريّة أمام السفارة المصريّة، احتجاجاً على بناء الجدار الفولاذي العنصري الذي يبنيه النظام المصري على الحدود مع قطاع غزّة الفلسطيني

.أقدمت عناصر تابعة لمكافحة الشغب والجيش اللبناني، الذي له باع طويل في قمع الحريّات والتحرّكات المدنيّة في مختلف المناطق اللبنانية، وفي إطلاق النار على مهمّشي الضواحي والمخيّمات اللبنانيين والفلسطينيين، على قمع الناشطين والمتظاهرين بوحشيّة، ما أعاد إلى الأذهان أحداث طريق المطار، الرمل العالي، الاوزاعي، حي السلّم، أحداث 7 آب 2001، مار مخايل، وتدمير مخيّم نهر البارد.

لا تتحمّل أجهزة الاستخبارات اللبنانية وجيشها وكلابها البوليسيّة وحدها مسؤوليّة ما جرى، فهي ليست إلاّ مجرّد أداة قمعيّة تحمي نظام “اقتصاد السوق” ، الطوائف، مجرمي الحرب.. وسفارات الأنظمة القمعيّة الاخرى!

مشهد قمع الحريّات وانتهاك حقوق الإنسان لم ولن ينتهي، في ظل نظام مخابراتي يعتمر خوذة “الديمقراطيّة”!

في المقابل، هناك من يرفع الصوت عالياً. مناضلين ومناضلات، آتين من الزمن الجميل، تنبض شرايينهم بالحريّة والحياة، لا يخافون من صوت الأصوليّة، ولا من أقبية المخابرات، ورصاص وقنابل الطغاة وأدواتهم السلطويّة القمعيّة!
هؤلاء يحلمون، ويؤمنون بأنه “يجب أن لا تخاف الشعوب من حكوماتها، الحكومات هي التى يجب أن تخاف من شعوبها”!

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments