إلى السفارة المصرية

منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي عل غزّة، انتفضت المظاهرات الشعبية التي ملأت الشوارع رافضة للعدوان على غزّة وداعمة للمقاومة. فمن القاهرة وبيروت والضفّة، إلى الرباط وأنقرة وإندونيسيا، ومن لندن وباريس وأثينا إلى الولايات المتحدة الأميركية، كان هناك صوت واحد يملأ الفراغ الذي فرضته الامبريالية وتابعيها من أنظمة العالم، صوت يضرب جدران التواطؤ والتخاذل والاستسلام، هذا الصوت هو صوت المقاومين والمتظاهرين.

هذا الصوت استطاع في الأسابيع القليلة الماضية أن يحتلّ مكاناً متقدماً في الصراع ضد الإمبريالية والحرب، وها نحن نرى ولأول مرّة بعض الدول العربية والغربية تبدأ بمواجهة سياسية مع إسرائيل، وتصل حتى تجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني. فالتوازن السياسي التي كانت تعتمد عليه آلة الحرب الإسرائيلية لتحقيق انتصار سياسي في غزّة، بدأ يرتد عليها، وبدأ ينقلب ضدها، من تركيا وقطر وموريتانيا، ومن نقاشات الهيئة العامة في الأمم المتحدة الذي وجّه انتقادات لاذعة لإسرائيل، إلى فنزويلا وغيرها من الدول في أميركا اللاتينية والعالم التي أخذت إجراءات كطرد السفراء وتعليق الاتفاقيات.

يوماً بعد يوم يتقلّص المعسكر الداعم للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، ومهمتنا المباشرة اليوم هو تقليصه أكثر وأكثر، من جهة لإقفال الباب أمام الكيان الصهيوني من تحصيل مكاسب سياسية من عدوانه على غزّة ومن جهة أخرى لتوسيع دائرة الدعم للمقاومة.

ومن هنا، فإن معركتنا يجب أن تكون واسعة لبناء حالة تضامن أوسع وفي نفس الوقت أن تركّز على مواجهة والضغط على الأنظمة التي لا تزال تدعم بشكل جاهر، وضد إرادة شعوبها، الحرب الإسرائيلية عل غزّة. كل من النظامين المصري والسعودي اليوم، يشكلان صفّ الشرطة الأمامي الذي يسمح باستكمال العدوان على غزّة. هذا لا يعني أن الأنظمة العالمية والعربية الأخرى ليست شريكة، ولكنه يعني أن المعركة التي تستطيع قلب المعادلة لصالح المقاومة في غزّة هي فرض تراجع كل من هذين النظامين عن موقعهم المتواطئ مع العدوان.

اليوم، علينا التوجّه إلى الفعل السياسي وليس إلى تنفيس الحركة. والتحرك يجب أن يكون باتجاه السفارة المصرية والسفارة السعودية، لأن التظاهر والتحركات الشعبية ليست نشاطاً آخر نقوم به، بل هو فعل سياسي، يعبّر عن نفسه بشكل واضح، ويستطيع التأثير على واقع الأمور. اليوم علينا إن نتحرّك سياسياً إلى الإمام، لا أن نتراجع ونبدأ بالاختباء. علينا إكمال المسيرة، فتحرير فلسطين لا يتم في معركة واحدة.

لذا، ندعوكم إلى المشاركة الواسعة في المظاهرة والتحرك الشعبي باتجاه السفارة المصرية وذلك يوم الأحد 18 كانون ثاني 2009، نقطة التجمّع على باب قصر اليونسكو، حيث ينعقد المؤتمر العالمي من أجل دعم المقاومة، الساعة 3:30 من بعد الظهر.

نطالب النظام المصري بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، فتح معبر رفع بشكل قاطع ونهائي، وإيقاف تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني والدعم المباشر للمقاومة في غزّة.



الأحد 18 كانون الثاني 2009

التجمع الساعة الثالثة والنصف أمام مدخل قصر الأونسكو، بيروت

ومن ثم الانطلاق نحو السفارة المصرية

6 comments:

  1. elkamhawi said...

    معيا استاذة فرح اسمحيلى اختلف معاكى
    مينفعش تقولوا على مصر انها بتشكل صفّ الشرطة الأمامي الذي يسمح باستكمال العدوان على غزّة.
    وكفاية قوى حملة التشنيع اللى قامد ضد مصر خلاص حرب غزة
    وبعدين محدش فى العالم كلو قدم للقضية
    الفلسطنية زى ما مصر قدمت
    وإن عدد الناس اللى ماتوا من عندنا فى سبيل القضية الفلسطنية اضعاف اضعاف اضعاف من اللى اتقتل من الفلسطنيين نفسهم

    احنا كلنا لازم نعترف بأن كل حكام العرب عملاء.. مش مصر بس .. لا بالعكس فى ناس اكتر من مصر بكتير
    تقدرى تقوليلى اية الرفق بين اللى بيحصل دلوقتى فى غزة واللى حصل فى لبنان عام 2006
    تفتكرى مصر بردة كانت صف الشرطة الامامى لاسرائيل؟؟

    ما بتتكلموش لية على قطر اللى فيها اكبر قاعدة امريكية اللى لبنان كانت بتضرب منها ؟؟ والمؤتمر الجميل اللى عملوه هناك اللى كان على بعد خطوات من القاعدة الامريكية
    احنا هنضحك على بعض ولا اية؟؟
    ولا الشعب العربى ماشى بمبدا خدوهم بالصوت..

    الموضوع بقى تجارة بين حماس واسرائيل
    على حساب دم شعب غزة

    فياريت تشوفوا حاجة اهم من انكوا تروحوا تتظاهروا ضد السفارة المصرية عشان ده كلو عبث بجد

  2. Farfahinne said...

    تصور مصر كأنها هي ضحية هذا العدوان.
    وأن المجازر في غزة هي مؤامرة بين إسرائيل وحماس معا "لتشويه صورة مصر" !!!

    أولا حملة التشنيع: إن صح هذا التعبير فهو نتيجة سياسة الحكومة المصرية. فمصر شاركت ومازالت بحصار قطاع غزة...ودعني أذكرك بأن ليفني أعلنت الحرب على الشعب الفلسطيني من القاهرة..بخطوة إن دلت على شيئ فهي فداحة تواطؤ الحكومة المصرية بهذا العدوان ومصلحتها بالقضاء نهائيا على المقاومة في فلسطين...

    "محدش فى العالم كلو قدم للقضية
    الفلسطنية زى ما مصر قدمت
    وإن عدد الناس اللى ماتوا من عندنا فى سبيل القضية الفلسطنية اضعاف اضعاف اضعاف من اللى اتقتل من الفلسطنيين نفسهم ":

    إن صح هذا هذا القول فهو في الماضي في الفترة التي تلت خسارة فلسطين. أما اليوم فهذا القول هو الأكثر إستعمالا من قبل ماكينة البروبغاندا الحكومية المصرية من أجل تبرير سياستها : "فنحن قدمنا كثيرا..فيكفي" نفس الشعار الذي يقدمه اليمين اللبناني "ما بدنا نحمل لبنان وزر القضية الفلسطينية" هم الذين تعاملوا مع إسرائيل تاريخيا لتصفية المقاومة الفلسطينية.
    عودة لمصر، ان هذه البرونغندا القومجية المصرية لم تعد تقنع أحدا،خاصة الشعب المصري. لو أن الحكومة المصرية مازالت ترتبط بالقضية الفلسطينية كانت ستفتح المعبر كليا،(ليس أمام الأموات والجرحى فقط). كانت، أقل الإيمان، لن تقمع المظاهرات التي عمت الشوارع في مصر، لم تكن لتعتقل المئات لا بل الآلاف، ما كانت لتعتدي على الصحافيين...ما كانت لتضرب الطلاب المتضامنين مع غزة. كانت ستقطع علاقتها الدبلوماسية بإسرائيل هي التي وقعت عام 79 معاهدة السلام مع إسرائيل. كانت لتوقف تصدير الغاز إلخ...فكفى تصوير الحكومة المصرية كضحية رجاء

    "حنا كلنا لازم نعترف بأن كل حكام العرب عملاء.. مش مصر بس "

    مقولة أن الحكومة المصرية ومبارك عملاء لا يبرئ الحكومات العربية الأخرى...لا يبرئ السعودية والكويت والحكومة اللبنانية والفلسطينية الممثلة بعباس وغيرهم...فهذه الحكومات راهنت وتراهن على إسرائيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية وما تبقى من المقاومة..
    إلا ان قولك: "لازم نعترف بأن كل حكام العرب عملاء.. مش مصر بس" فيه محاولة تبرير للحكومة المصرية...فإذا كل الحكومات العربية خائنة لماذا نلوم مصر...
    مصر اليوم هي اللاعب الأكبر في العدوان على غزة، هي الدولة التي ممكن ان تؤثر على مسارها...مصر هي الدولة الوحيدة التي تملك حدود مع القطاع..مصر تلعب دور "الوسيط" بين إسرائيل وحماس..صر مازالت على علاقات ممتازة مغ إسرائيل...عليه الضغط على مصر هو من باب تغيير سياستها تجاه القضية الفلسطينية وجعلها تتبنى قرارات أكثر راديكالية..وذلك لا يمكن أن يحصل من دون ضغط الشارع العربي،المصري، والعالمي..
    العبث يا أستاذ قمحاوي أن نبقى متفرجين...وان نعط مبررات لحكوماتنا لطواطئها بدل أن ننزل الى الشوارع لتغيير المعطيات
    ...

  3. elkamhawi said...

    استاذة فرح
    ممكن اعرف انتوا حربكوا مع مين بالظبط؟
    انا ضد النظام المصرى وضد كل حاجة بيعملها من قمع مظاهرات وكل حاجة
    ومش بحاول ابرر لحكومة مبارك اى حاجة

    بس مش معنى كدة ان كلوا يسيب القضية الرئيسية اللى كلنا بنحاول ندافع عنها
    وكلنا متعاطفيين معاها
    وتبدا كل الشعوب فى مظاهرات ضد مصر

    واللى بيتوا من ازاز مش يحدف الناس بالطوب

    ولية وانتى بتتكلمى محسسانى انى حزب وطنى؟

    انا كنت اول واحد بقول انو لازم يفتح المعابر و و و و و و

    بس مش وقت خالص نطلع نتظاهر فيه ضد بعض يعنى

    بحس انو ده ناتج من ناس فاضية معندهاش قضية اساساً
    بيحبوا يزيطوا فى الزيطة

  4. elkamhawi said...

    على فكرة انا مش قصدى استفزك خالص
    بس انا مصرى
    وزى ما قلتلك بكره النظام طبعاً واى حد لو بيفكر خمس دقايق لازم يكره نظام مبارك واتباعة

    بس بحس انو فى حاجات اهم من اننا نفضل نتهم بعض بحاجات واحنا كلنا منتخيرش عن بعض اساساً

    الاساس دلوقتى فى الشعوب
    وانا شايف ان الشعب المصرى مظلوم بما فيه الكفاية

  5. Farfahinne said...

    الموقف السياسي من القضية الأساسية زي ما سميتها حضرتك لا ينطلق من موقف نبحب و ما بحبش، متعاطف أو غير متعاطف...اليوم لازم نشوف موقف النظام المصري وغيره من الأنظمة على إنو إمتداد للسياسة الأميركية بالمنطقة ومش منفصل عنها.
    النظام بلبنان يهمش الفلسطينيين ولا يعطيهم أدنى حقوق إنسانية ومدنية. ويحاول جهده الإنقضاض على المقاومة،ليس المقاومة المسلحة فقط ولكن المقاومة بمفهومها الواسع السياسي والثقافي والإقتصادي.
    السلطة في الأردن والسعودية تمنع المظاهرات الداعمة للمقاومة والقضية الفلسطينية وتزج المئات بالسجون.
    السلطة الفلسطينية الممثلة بمحمود عباس وعصابة دحلان لن تضيع فرصة لتسليم فلسطين للإحتلال مقابل الحصول على مركز سياسي وإقتصادي وهي لذلك في ذات خندق الأردن ومصر والسعودية...
    الذي أريد قوله أن لا حل للقضية الفلسطينية، كقضية مركزية، من غير التخلص من الأنظمة العربية المتواطئة مع الإحتلال...ولذلك ليست السفارة المصرية هي الوحيدة التي شهدت إحتجاجات في لبنان وفي العالم بل أميركا واليونان وفرنسا والإتحاد الأوروبي والأنروا والسراي الحكومي اللبناني...والمطلب واحد: لم نعد نؤمن بأن سياستكم تستطيع ان تودي الى غير الهزائم والإنكسارات...وبالتالي الخدمة الأساسية التي ممكن أن نعملها لأنفسنا وللفلسطينيين هي أن نسقط أنظمتنا...
    في الماضي كانوا يقولون ان الطريق الى القدس تمر ببيروت...أما اليوم فنقول أن الطريق الى القدس يمر بكل العواصم العربية (لا بل عواصم العالم)

  6. Hanzala said...

    السفارة المصرية هي من المؤسسات التي تمثل النظام كالبرلمان ومراكز الشرطة وإلخ ... بالتالي التظاهر عند السفارة المصرية هو فعل احتجاج على السياسة الرسمية وعلى النظام الحاكم و ليس ضد مصر!
    ثانيًا النظام المصري لم يأخذ اجراءات تعتبر من أضعف الإيمان للتخفيف عن معاناة الفلسطينيين فهذا الفعل اثار عدائية الشعوب العربية ودبلوماسية النظام ووداعته اتجاه اسرائيل قوبل بطعنة في الظهر من قبل اسرائيل عبر الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة
    قمة قطر شكلت اقترابًا من الحد الأدنى الذي على هذه الأنظمة أن تقوم به للإستجابة الى مطالب شعوبها أما النظام المصري يريد تصفية حماس ومنع أي ضغط على دولة اسرائيل والنتيجة كانت خيانة اسرائيلية لمبارك قابلها بخطاب قوي و"مناضل" لا مثيل له فهل نضجك أم يجب أن نبكي؟



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments