دعت لجنة متعاقدي التعليم الاساسي في بيان لها: "جميع الزملاء المعلمين الى تعليق الإضراب ورفع الإعتصام المستمر والعودة الى المدارس...، بعد الإيجابية التي لمستها اللجنة من معالي وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة بهية الحريري، لا سيما لجهة العمل على إقرار رفع أجر الساعة خلال جلسة مجلس الوزراء المقبلة وتعهد الوزيرة بتحديد موعد إجراء المباراة المحصورة بالمتعاقدين بعد نهاية العام الدراسي الحالي.

إنتهى البيان.

هكذا، وبخمسة أسطر أعلنت اللجنة العليا للمتعاقدين تراجعها عن معركة تصحيح الأجور، وتم وأم الجراح ومسامحة السلطة على إعتدائها على المتعاقدين المعتصمين أمام الوزارة الأسبوع الماضي. تراجع، أقله، سيفسح المجال أمام المساومات السياسية ومماطلات مجلس الوزراء. فاللجنة أساسا لم تحصل إلا على بضعة " تعهدات" و " نوايا"، كتلك التي لا تكتفي الوزيرة المشار إليها أعلاه بإغداق اللبناننيين بها. فهل يكفي " لمس إيجابية" لدى الوزيرة الحريري (بحسب ما أتى بالبيان) للتخلي عن الإضراب؟

هل التخلي عن الإضراب، هو الثمن الذي على المتعاقدين دفعه من أجل الحصول على "وعد" من بهية الحريري؟ ولكي لا تظهر هذه الأخيرة بموقف العاجزة عن إسكات المعلمين و"ضبضبتهم"؟

المتعاقدين،على الرغم من حصر مطالبهم بمجموعة من المطالب الفئوية التي تخصهم، بدوا مستعدين للذهاب في معركتهم للآخر من أجل تحقيق مطالبهم رغم المصاعب الشتى التي واجهوها ومنها ضغط مديري المدارس لعدم الإضراب وإلا تنتزع ساعات التعاقد منهم بالإضافة إلى أنواع شتى من الضغوطات والتهديدات.

كم نحن اليوم في لبنان بحاجة الى ان نتعلم من موظفي الضرائب العقارية في مصر. كيف سطروا منذ عام واحدة من أهم النضالات العمالية التي شهدته مصر في معركة تأسيس أول نقابة مستقلة منذ الخمسينيات.

فبرهن الموظفون عن قوة وعزم كبيرين ضد غطرسة نظام لم يتوانى يوميا عن الإنقضاض على مكتسباتهم وحقوقهم. وهم ناضلوا ليس من أجل تحقيق مطالب فئوية فقط، بل علموا منذ البداية ان معركتهم مفتوحة لا يحيدهم عنها وعود ونوايا المسؤولين...فهم سئموا منها!

فكانت النقابة المستقلة...

نقابة خلقها الموظفون بنضالهم عندما أدركوا ان الإعتصام وحده لا يكفي من أجل المحافظة على مكتسباتهم التي إقتلعوها نتيجة إضرابهم الشهير السنة الفائتة. فالنقابة الديموقراطية والمستقلة والتي تكتسب شرعيتها من العمال مباشرة وليس بقرار حكومي، هي وحدها الكفيلة بالتعبير عن المصالح الحقيقية لأعضائها...تدافع عنهم وعن حقوقهم بعد أن باعتهم نقاباتهم الرسمية.

يوم أعلن 27 ألف موظف في الضرائب العقارية أول نقابة مستقلة في عصر مبارك ونظيف، في هذا اليوم.. أعلنت لجنة المتعاقدين في لبنان عن تراجعها أمام السلطة الحاكمة.... فهل يأخذ المتعاقدون العبرة من الموظفين في مصر وينشؤون نقابتهم المستقلة؟

farfahinne

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments