إنّها جمعية «ميم» التي تُعنى بالدفاع عن حقوق المثليات في لبنان، أطلقت أخيراً العدد الثاني من مجلتها الدورية... هنا، تكشف النساء عن هويّتهن الجنسية، ويتحدّثن عن «الوصم والتمييز اللاحق بهنّ بسبب ميولهن»
يبدو أنّ جمعية «حلم» لم تعد وحيدة في مجال الدفاع عن حقوق المثليين والمثليات في العالم العربي. ها هي مجموعة مؤازرة للمرأة المثلية أو «ميم» تطلق العدد الثاني من مجلتها الإلكترونية «بخصوص» بعنوان «بخصوص الـpride».
هكذا خرجت المثليات إلى العلن، وإن بأسماء مستعارة للاحتجاج على «الوصم والتمييز اللاحق بهنّ بسبب ميولهن الجنسية». «يكفيني فخراً أنني امرأة»، «أفتخر بكوني عضواً في جمعية ميم»، «أفتخر بتمكني من قبول هويتي بعد إخفائها لمدة طويلة»، و«أفتخر بعائلتي التي ـــــ رغم تدينها الكبير ـــــ قبلتني ودعمت هويتي الجنسية»... عددت كاتبات المجلة الأسباب التي تدفعهن إلى الافتخار بهويتهن، بعيداً عن أحكام المجتمع.
تتضمّن المجلة تحقيقات ودراسات عن حياة المثليات، كتحقيق عن دور القانون في حماية المرأة من العنف وتأثير هذا القانون على المثليات. وإضافةً إلى التحقيقات، ترتكز المجلة أساساً على الكتابات والتجارب الشخصية. «سيدي الرئيس، اسمح لي بأن أتمرّد، أن أرفع صوتي»... كتبت «زي» في رسالتها إلى رئيس الجمهورية اللبنانية، مطالبةً بحقّها بالحرية، حرية العيش وفقاً لاقتناعاتها ولميولها: «أنا كما أنا، أعيشُ في مجتمع بطريركي محكوم برجال، أغلبهم لا يفكِّرون أبعد من أعضائهم، ولا ينظرون إلى المرأة إلا واقفة في المطبخ، رجال لا يقودون شعوبهم إلا إلى الحروب والدمار».
أما المقال الثاني الذي كتبته «زي» أيضاً، فتعلن فيه أنها مسلمة، محجبة، ومثلية، وتفتخر بكل ذلك... «أنا مسلمة أؤمن بالله، وأحبّ بعض الأمور في ديانتي... ومثلية»، كتبت مؤكدة أنّه لا علاقة للتديّن بالهوية الجنسية.
كذلك تتضمّن المجلّة مراجعة لكتب وأفلام وموسيقى مناصرة لحقوق المثليات... ومقابلة من جنوب أفريقيا مع محسن هندركس الذي تحدّث عن حياته بكونه رجل دين ومثلياً، في ظل تشدّد رجال الدين ورفضهم للمثلية الجنسية.يُذكر أن العدد الأول من «بخصوص» صدر بعنوان «بخصوص الـ homophobia»، وناقش موضوع رُهاب المثلية وأنواعه.
وعرضت في هذا العدد العضو «أش»، قصتها مع الرهاب، لتستنتج في نهاية مقالها أن «السكوت هو أيضاً هوموفوبيا».إلا أن المجلة ليست الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تصدرها جمعية «ميم»، فإضافة إلى الموقع الإلكتروني، أسست الجمعية مدوّنة شبيهة بالمجلة، يكتب فيها الأعضاء تعليقاتهم وآراءهم في مختلف الأحداث التي تدور حولهم.
تطرح المدونة مواضيع محرّمة في المجتمعات الشرقية مثل النشوة الجنسية عند النساء. هنا أيضاً تكتب النساء باسم مستعار، فسألت «إم الميم»، عن عدد المرات التي كذبت فيها النساء أمام الرجال مدعيات الوصول إلى النشوة «فقط لإرضاء ذكورية الرجل، وحماية لكبريائه». ويطرح الموضوع نفسه «ختان» الفتيات في مصر، «فقط لحرمانهن اللذة الجنسية».
وتحتوي المدونة على عشرات الأبواب الثقافية والفنية والاجتماعية والإعلامية، إذ ترصد المدونة الانتهاكات التي تتعرّض لها المثليات في وسائل الإعلام. ولعلّ البرنامج الذي استفزّ أعضاء المدونة، كان ذلك الذي عرض على إحدى الفضائيات العربية، ويصوّر زواج المذيعة الأميركية الشهيرة إيلين ديجينيريس وبورتيا دي روسي مع تعليق المذيعة عليه بأنه أمر شاذ. إلا أن الأسوأ كان عرض شريط عن زواج هندي مع أحد الحيوانات مباشرة بعد شريط زواج المرأتين، في إشارة إلى أن زواج المثليين يقع في الخانة نفسها!
كذلك، رأى أعضاء المدوّنة أن تعاطي إحدى الفضائيات الإخبارية مع فيلم خالد يوسف «حين ميسرة» بدا عنصرياً تجاه المثليات، إذ استعملت المحطة عبارات الشذوذ الجنسي في إطار الحديث عن المثلية الجنسية. واللافت أنّ المواد تقدّم في المدونة بطريقة طريفة ومسلية وبلغة إنكليزية أو حتى لبنانية سهلة. أما العمل على كتابة المواضيع باللغة العربية، فبدأ أخيراً، رغم أن عدد المقالات العربية لا يزال قليلاً. وفي إطار التوعية على حقوق المثليات، تنظّم الجمعية ورش عمل، كدَور الأفلام في محاربة رهاب المثلية. يذكر أخيراً أن جمعية «ميم» تعرّف نفسها بكونها «للمثليات، الثنائيات، المتحوّلين والأحرار جنسياً، اللبنانيين أو الذين يعيشون في لبنان». وتعمل الجمعية
على خلق مساحة للنقاش وتبادل الخبرات
click on the poster bellow to have a look at the 2nd issue of Bikhsous in english and in arabic

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments