لم ولن تنسينا أصوات طلقات الرصاص والمدافع والقذائف في بيروت، الذكرى الستين للمقاومة الفلسطينيين. في الذكرى الستين للنكبة مازال الشعب الفلسطيني يعيش التهجير إن بأرضه أو بأراضي الشتات ومازال مشروع المقاومة إن في لبنان أو في فلسطين أو في العراق يلقى ما يلقاه من حصار وتآمر من قبل الإمبريالية وحلفائها من الأنظمة العربية. ومازال التنكيل بالشعب الفلسطيني مستمر في الداخل وفي أراضي الشتات وخاصة في لبنان. حيث اللاجئون يعانون أبشع أنواع العنصرية التي أنتهجتها ومازالت الحكومات اللبنانية المتعاقبة. وأكبر دليل على ذلك ما حصل إبان الحرب بين فتح الإسلام والجيش اللبناني في نهر البارد عام 2007 والذي مازال لاجئوه يعانون من تبعاته الى حد اليوم. من هنا يجب العمل على إنتزاع حق اللاجئين بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية في لبنان

ورد في المنشور

ضحايا البارد...ضحايا الإرهاب والعنصرية

فيما لا يسعنا إلا إستفظاع الجريمة التي إرتكبها عناصر "فتح الإسلام" بقتل العشرات من الضباط والجنود من الجيش اللبناني، إلا أننا نستنكر بالوقت عينه الرد على هذه الجريمة بجريمة أخرى بحق مدنيين أبرياء عزل من الفلسطينيين. ربما هناك من يقول أن ما إرتكبته هذه المنظمة كان يستوجب ردًّا من قبل الجيش لإستعادة "هيبته" وللإجهاز على مجموعة إرهابية ذات مشروع خطير. نعم، ولكن ذلك لا يبرر قطعًا التعامل مع المدنيين في المخيم من منطلق عدائي وعنصري تمثل بقصفٍ عشوائيّ أدى إلى تدمير أكثر من 90%من المخيم القديم و70% من الجديد الذي كان يسكنه عشرات الآلاف، الأمر الذي أدى إلى وقوع مئات القتلى. وتمثل أيضًا بالتعامل مع المخيم كأرضٍ محروقة، ومع مساكن وممتلكات الفلسطينيين،بعد خروجهم، بطريقة أقل ما يقال فيها أنها همجية. وهم الذين بنوها بظروف صعبة نتيجة للقيود التي فرضتها الحكومات اللبنانية المتلاحقة عليهم ومنها منعهم من حقهم بالعمل والتملك، متجاهلةً بذلك جميع الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية لشعب هجر قسريًّا من أرضه.

أظهرت هذه المعارك نزعة قومية لبنانية، كنزعة عنصرية خالية من أي مضمون حضاري، فلا تتعدى مجرد التعبير عن كراهية عمياء لـ"لآخر". والآخر هنا هو "الفلسطيني" وقبله طبعًا "السوري" واللائحة تطول... فواقع الامر اليوم في لبنان يكشف عن حالة عنصرية تجاه الفلسطينيين، وهي نزعة تتداخل مع احتقار طبقي لتولّد أبشع أشكال التمييز. فمن منّا نسي الدعوات التي أطلقت في أول أيام المعارك الداعية ضميًّا إلى تدمير المخيم على رؤوس سكانه والتي تلتها مجزرة البداوي التي أطلق خلالها رصاص حي على متظاهرين (هل يذكركم هذا الحدث بآخر مماثل حصل في أحد ضواحي بيروت ضد فقرائها؟) يطالبون بالعودة الى مخيمهم البارد، والتي بقيت من دون تحقيق الى حد اليوم. وهل يغيب السبب على أحد؟!

إلا أنه إذا كان لا بد من إعطاء لكلِّ ذي حقٍّ حقه، فيجب علينا القول أن الموقف الواضح والصحيح هو ذلك الذي أعلنه السيد حسن نصرالله، بالإضاقة إلى ذلك الذي رددناه مرارًا عدة في المنشور وفي بيانات عدة وزعناها في خضم الحرب على البارد، وهو موقف رافض للمعاملة التي تم التعاطي بها مع المخيم وأهله خلال المعارك وبعدها. لكن هذا الموقف في ما يتعلّق بحزب الله لم يترجم جديًَا على الأرض. إلا أن المأخذ فلا يسجل على هذا الطرف دون غيره فالقوى اليسارية كان موقفها جدا ملتبس، لا بل إتخذت طرفًا مؤيدًا للطريقة التي تمت بها تصفية "فتح الإسلام". وهذا النقد ينطبق على الفصائل الفلسطينية بأطرافها "الموالية" و"المعارضة" الموجودة في لبنان أو في فلسطين.

من هنا على القوى المتنوعة اللبنانية والفلسطينية، خاصةً اليسارية منها، الرافضة للسياسة الإسرائيلية القائمة على القتل والتهجير والداعمة للمقاومة في فلسطين، ان لا تسكت عن قتل الفلسطينيين والتمييز العنصري ضدهم قانونياً وعملياً في لبنان. وأن تتضامن مع بعضها بعضًا من أجل إنتزاع حق اللاجئين الفلسطينيين بالتمتع بكافة حقوقهم المدنية والسياسية.

By Farfahinne

click on the picture bellow to c a set of photos in Al Bedawi Camp in the North of Lebanon.



0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments