رسالة إلى شدا




وجّهت إليّ نظرتك الثاقبة تلك وأردفت قائلة بحدّة: " أنا شدا لا شذا"، "لا أحب أن ينده لي أحد باسم شذا". عندها لم أسألك لماذا، بل احترمت رغبتك وحاولت عدم تكرار الخطأ
لطالما خبرتك هكذا حادة الطباع، صريحة وواضحة بما تريدين
 فلتنهضي إذاً ماذا تنتظرين؟
فلتنهضي من نومك الآن، إني أعرف أن هذا ما تبغين
فلتنهضي يا شدا ولتقولي لأطبائك بأن يرحلوا إلى الجحيم!
هم يقولون أنه لا أمل من عامودك الفقري، وأنا وأنت نعرف أنك ستنهضين
لم يقو أحد على إقعادك، ولم تقو سلطة على إخضاعك
لا المجتمع بأحكامه الخانقة، لا مبارك ببلطجيته ولا العسكر بمتحرشيه
فلتنهضي يا شدا ولتقولي أن وقتك لم يحن بعد للركود
فهناك أزهار لتقطفيها والكثير لتريه وعالم لتختبريه
قولي لأطبائك بأن وقتي لم يحن بعد
قولي لمن تريدين أن تقولي له أن أمامنا درب طويل
وأن ما أنجزناه نصف ثورة
وأن الثورة تنتصر عندما لن تضطر إلى مغادرة أرضها وبيتها ومن تحب بحثا عن فرصة عمل في الخليج
ابنة العشرين
فلتنهضي يا شدا ولتهزئي من سذاجة أطبائك ولتقولي لهم ما لن يروه في الكتب
فلتقولي لهم من الحياة ما خبرتيه
فلتقولي لهم بأن الحياة هبطت بكل ثقلها عليّ ولم تلوِ عودي
فلتقولي لهم أن الإنسان يحتاج إلى ما هو أكثر من عامود فقري ليتحرك، يحتاج إلى الإرادة.
والإرادة هي كل ما جنته يداك وكل ما استطعت جمعه في سنين عمرك، هي كل ما تملكين
فلتوجهي نظرتك تلك إليهم ولتقولي:  "أنا شدا لا شذا" هكذا كما عهدتك تفعلين
فلتنهضي يا شدا...

30-4-2012
+

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments