تنسيقيات الشيوعيين السوريين

الشيوعيون منحازون إلى جانب الشعب دائماً، مدافعون عن حريته وحقه في العيش الكريم

في هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها شعبنا السوري، وفي ظل التضحيات العظيمة التي يبذلها من أجل استعادة حريته وكرامته، وإيماناً منا بمشروعية الأهداف ونظافة الوسائل التي تبنتها الحركة الجماهيرية منذ انطلاقتها حتى الآن وقد كنا مشاركين بها منذ لحظة انطلاقها في كافة المدن، نعلن، نحن بعض قواعد الحزب الشيوعي السوري وكوادره، انحيازنا التام والنهائي للانتفاضة السلمية الباسلة، ونعتبر أنفسنا جزءاً لا يتجزأ من مخاضها الثوري.

إذا كانت المواقف التقليدية لأحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية"، بما فيها الشيوعية، تؤكد بما لا يقبل الجدل نهجها الانتهازي الأصيل، ومجافاتها لمصالح الطبقات الشعبية التي تدَّعي تمثيلها، والتحاقها المطلق بسياسة النظام، وارتباطها بمصالح الطغمة الحاكمة، فإن المواقف الراهنة لقياداتها تعدُّ الأسوأ على الإطلاق، في كونها تكريساً للتمزيق الحزبي والتشتت النضالي، بل والتسابق لكسب ود السلطة الاستبدادية والدوران في فلكها، وتغطية عوراتها وجرائمها، متعيشة على فتات بعض المصالح الضيقة والشخصية لحفنة من المتسلطين على الحزب وقراراته. فقد انتظرت جماهير الحزب الشيوعي وقواعده وكوادره أن تبادر قيادته إلى استنفار طاقاته وقواه والزج بها في الميدان لرفد الانتفاضة التي فجَّرها شعبنا العظيم في وجه نظام الاستبداد والنهب ، وتوقعنا أن يبادر الحزب في هذا المفصل الحاسم من تاريخ سوريا إلى صياغة موقفٍ كفاحي لصيق بالجماهير ومطالبها، ويعبر عن آمال الشعب وطموحاته وحقه الطبيعي في إقامة نظام ديمقراطي يستند إلى الدستور والقانون ومرجعيته الشعب ، ويكفل الحرية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين. إلا أن القيادة عبرت عن عجزها التاريخي وانتهازيتها فأصبحت مؤسسة سلطوية بامتياز، تروِّج للسلطة الاستبدادية وتدافع عنها وتسخِّر كل ما لديها لخدمتها، مورطة بذلك الحزب، ومربكة قواعده وكوادره الذين وجدوا أنفسهم في موقع المتهم والمشارك بكل ما تقوم به السلطة من حلول أمنية وعسكرية تستهدف القتل والقمع وإيقاف الثورة المتصاعدة.

أمام هذا التردي الذي أصاب الحزب، وهذا الاستخفاف بتاريخ الحزب وتضحياته، نعتبر أنفسنا غير معنيين بهذه القيادة وممارساتها السياسية، ونؤكد حرصنا الشديد على مواكبة نضالات شعبنا ورفد طاقاته وقواه الوطنية والديمقراطية، والعمل معاً لبناء القاعدة الوطنية العريضة التي تشكل ظهيراً حقيقياً للانتفاضة، وتجسيداً لكفاحها البطولي السلمي. إن حراكنا هذا يأتي في مرحلة تحول ثوري يمر بها وطننا، ما يرتب علينا الاستمرار في النضال لتحقيق مطالب شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة، آخذين بعين الاعتبار أن العملية النضالية تتطلب حشد كل الشيوعيين واليسار ومن يتحالف معهم بجبهة واحدة يصقلها الميدان وتجمعها وحدة الهدف والمصير، على طريق إعادة الوجه المشرق للحركة الشيوعية السورية كحركة كفاحية منحازة الى جانب الشعب، النابذة لكل الانتهازيين والمتكسبين على حساب نضالهم وتاريخهم.

قواعد وكوادر في الحزب الشيوعي السوري

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments