by comrade Tarek Al Ali

الطلاّب والناشطين الحقوقيين يتراكضون في الشارع، تلاحقهم القوى العسكرية والأمنية، تنهال على من تمسكهم بالضرب بأكعاب البنادق والعصي والنعال، تم اعتقال البعض وآخرين تم نقلهم على وجه السرعة إلى أقرب مركز طبّي بعد أن نالوا نصيبهم من الإصابات الجسدية، أما من كانوا من المحظوظين فلقد عادوا إلى التجمهر مجدّداً أمام مركز ممثل الحكومة الفاشية بإصرار متزايد.

هذا المشهد لم يكن في مصر التي تعوّدنا على مشاهدتها تمارس القمع والإرهاب ضد شعبها المسحوق، هذه المرة في لبنان وتحديداً أمام السفارة المصرية في بيروت، من أم الدنيا إلى سويسرا الشرق توحّدت مصالح الأنظمة لتكشّر عن أنيابها وتظهر حقيقة الديمقراطية اللبنانية الزائفة. الثالث والعشرون من كانون الثاني 2010، يوم مجيد لكل اليمين، الفاشية عادت لتبرز مجدداً في لبنان، وهذه المرة كانت متأنقة بكامل زينتها العسكرية وجبروتها الهزيل الذي لم نتعوّد رؤيته إلاّ أمام الفقراء من حي السلّم إلى كنيسة مارمخايل وصولاً إلى السفارة المصرية.

مرجعيون، صورةٌ في الذاكرة، تعود بقوة إلى ذهن الشباب المعتصمين الذين تعرّضوا للضرب بعنف ووحشية من قبل أذناب النظام الحاكم، هذا النظام الذي لم نراه لمرة واحد منذ تاريخ تأسيسه المزيّف في العام 1920 يقف متحدياً قوى الإحتلال، وقف اليوم ليعيد مشهد ثكنة مرجعيون لجنود لبنانيون يقدّمون أكواب الذل لمحتلّيهم.

أستطيع العيش مع هذا واستخدامه للتحفيز على المواصلة، إنّما ما لا أستطيع نسيانه هو موقف البعض من مدّعي اليسارية والشيوعية والتضامن مع القضية الفلسطينية وهم يدعون المشاركين للتخلّي عن موقفهم والكف عن ما يفعلون، اللعنة عليكم إن كانت هذه يساريتكم فلا أريدها، لقد سقطت الأقنعة اليوم لنرى الوجه الحقيقي واضحاً يعبق بالزيف. حبل الصرّة الذي يربطني بكم قطعته لأصبح وحدي أتنفّس قناعاتي مستخدماً إياها للوصول إلى ما أريد. فلسطين لم تنتظركم ولا تنتظركم ولن تنتظركم، إنها قضية أكبر وأشرف وأنبل منكم، فلا تدّعوا واذهبوا انضمّوا إلى طوائفكم، وحدها تفهمكم وتفهومونها.

فلسطين ما زالت هناك، والشباب ما زالوا هناك، يردّدون أغانيهم، يهزجون بقوّة، بصوت ما زال يتردّد في أذني: صامدون هنا. نعم صامدون وسنبقى، لقد جاء اليوم من يقرّر استكمال المسيرة أخيراً ولن ندعها تقف. المرة القادمة لن يكون غاندي معنا، وحده وديع حداد سيقف أمام طائفية أحزابكم وفاشية نظامكم صارخاً: الثورة ابتدأت.

0 comments:



Copyright 2008| FARFAHINNE is powered by Blogger and K2 Beta Two by يساري مصري.
RSS Entries and RSS Comments