البارحة ملأ المعلمون الشارع صارخين "كفى استهتاراً بحقوقنا ومستحقاتنا". واليوم ها نحن نعود الى الشارع صارخين "كفى تحميلنا أعباء أزماتكم الاقتصادية".
ما نعيشه اليوم من ارتفاع للاسعار وعجز في الميزان التجاري وعجز في الموازنة العامة وتراكم للدين العام تخطى الخمسين ملياراً من الدولارات ما هو الا نتيجة لسياسات اقتصادية وافقت عليها الطبقة الحاكمة بمختلف أطيافها مهما اختلفت التسميات التي تطلقها على نفسها.
ما نعيشه اليوم من انهيار للضمان الاجتماعي وتراجع مزمن للتقديمات الاجتماعية ما هو الا نتيجة الهدر والفساد التي مارسها أغلب أطراف هذه الطبقة.
واليوم يريدون تحميلنا نتائج أفعالهم. اليوم يريدون زيادة الرسوم والضرائب غير المباشرة التي لا تميز بين العمال محدودي الدخل وأصحاب الثروات التي لا تأكلها النيران. يريدون أن يغطوا عجز المالية العامة التي نهبوا أموالها من صفيحة البنزين ورغيف الخبز وفاتورة الاستشفاء، بينما تتراكم الضرائب على شركاتهم سنة بعد سنة ليأتي نوابهم ووزرائهم ويصدرون الاعفاءات الضريبية لهذه الشركات "تشجيعاً للاستثمار". هناك أموال كافية لتشجيع المستثمرين لكن المالية لا تتحمل انقاذنا من على أبواب المستشفيات.
اليوم ننزل الى الشارع لنقول أننا نحن من ينتج، وهم من يتنعم بالثروات.
اليوم ننزل الى الشارع لنقول أننا من يقاتل من أجلهم ونحن من ينتخبهم ويبقيهم متربعين على كراسيهم، وهم من ينهب جيوبنا ويحرم أطفالنا من العلم والاستشفاء والحياة الكريمة.
اليوم ننزل الى الشارع عمالاً في النقل العام ومعلمين وأطباء وطلاباً لنقول أن معركتنا واحدة ضدّ سياسات الافقار والتجويع وقضم الحقوق.
اليوم ننزل الى الشارع لنقول اننا سنحاسب هذه الطبقة السياسية في صناديق الاقتراع. ننزل لنقول أننا لن ننتخب مجرمي الحرب والسلم مجدداً.
اليوم ننزل الى الشارع لنبقى فيه حتى تحقيق كامل المطالب.
فليكن اليوم انطلاقة لنا نحو استرجاع كامل حقوقنا، فلم نعد نملك ما نخسره سوى السلاسل التي تكبل أيادينا.
19 آذار 2009