ً
اعتصام تضامني دعماً للنضال العمالي وللمطالبة بالإفراج عن السجناء وفتح معبر رفح
(al- akhbar) راجانا حمية
سُيّجت عمارة «السفارة»، وعدنا إلى المشهد المألوف. فرق مكافحة شغب مختبئة خلف هراواها وقوى أمن داخلي وخراطيم مياه على أهبة الاستعداد لتفريق التظاهرة التضامنيّة مع عمّال مصر التي دعت إليها حملة «دولة أو اشتراك»، التجمع اليساري من أجل التغيير، قطاع الطلاب والشباب في الحزب الشيوعي اللبناني، التجمع الشيوعي الثوري، اتحاد الشباب الديموقراطي، «اتاك» لبنان، اللجنة الأممية للعمال، الحملة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، اتحاد عمال البناء والأخشاب، ونقابة عمال الأحذية.
لم يكن هناك من داعٍ لكلّ هذه «الهمروجة الأمنية» أمام سفارة الجمهوريّة المصرية، التي بدأت قبل حوالى ساعة من النشاط المقرّر، لصدّ مطالب شباب مسالم حضر ببضعة شعارات للتضامن مع «جوعانين» مصريين خلّفهم النظام السياسي والاقتصادي هناك... وفي جعبته «حقيقة بأنّ الشعب المصري لن يكون وحيداً في جوعه»، فثمّة لبنان سيجوع وقبله غزّة والعراق، وبعده بلدان كثيرة ستجوع أيضاً بسبب نظام سياسي واقتصادي ديكتاتوريّ يحاصرها. ولم يكن هناك داعٍ أيضاً لتزنير الطرقات بالحواجز الحديديّة، خوفاً من عشرات الشبّان الذين حضروا لـ«التنفيس» عن بعض ما يعانيه من جوع وقمع، وللمطالبة بالإفراج عن معتقلي «6 نيسان» في مصر، القابعين في «النظارات» من دون أحكام... والتهمة «جوعانين».
أمام هذا الواقع، ولأنّ مطالب عمّال مصر هي مطالب لبنان وغيره من الدول «والجوع واحد والنظام أيضاً»، كان لا بدّ من الشارع مجدّداً للتعبير أقلّه عن «الخنقة»، لا التغيير، وأمام السفارة المعنيّة، حيث تجمّع عشرات الشباب وهم يحملون مطالبهم الداعمة للنضال العمالي في مصر ولبنان، ولفتح معبر رفح أمام سكّان غزّة، في مقابل هراوى من يواجهونهم. لم يكن تحقيق مطلبهم أمام السفارة كبيراً، فكان أقصاه عرض مسرحيّ يجسّد الواقع المعيشي المصري، وبيان وكلمة تضامنيّة.
في العرض، لقي الرئيس المصري حسني مبارك ما يكفيه من الشتائم، فهو، إن كان قد حاز «النجوميّة» في العرض، إلّا أنّه لم يفلت من تهمة «المجرم» في «الرديّات» التي طالته وطالت «حكومة المافيات واللصوص في لبنان». وعلى وقع أغنية الشيخ إمام «شيّد قصورك على المزارع من كدّنا وعرق إيدينا...»، تقمّص الشاب الإنكليزي وجه الرئيس المصري، ملوّحاً برغيف الخبز لثلاثة «جياعٍ» يحاولون التقاط كسرات منه. ثلاثة يمثّلون ملايين من العمّال في مصر يعيشون تحت خطّ الفقر ومثلهم في لبنان والأردن، في معادلة قاسية تضعهم أمام شخص واحد يمسك بلقمة عيشهم من أجل كرسيّه ومصالحه. ولكن «لا بدّ لكلّ شيء أن ينتهي»، كما في المشهد، حيث ستؤدّي الثورة إلى إسقاط العابثين بجوع الناس، وقد يكون مصيرهم كما «مبارك» أمام السفارة، قابعاً خلف القضبان.
وبعيداً عن العرض الصامت، اختار الشباب المنظّمون، من الجهة الأخرى، الكلمة للتعبير عن الواقع المأساوي للوضع المعيشي، ووزّعوا بيانهم الذي دعوا من خلاله «إلى إنتاج حركة شعبيّة وعمّالية جديدة في لبنان، ورفع المصلحة الشعبية فوق أيّ اعتبار آخر في إضراب السابع من الجاري، لكي نثبت أنّنا قادرون على الدفاع عن لقمة العيش».
وذكّر البيان بأنّ ما يحصل في مصر يعانيه لبنان أيضاً، «ففي لبنان ربطة الخبز أصبحت بوزن الريشة والرغيف المدعوم في مصر أصبح نادر الوجود، والملايين يصرخون جوعاً وفقراً». وليس هنا فقط، «فمن سوريا والعراق إلى الخليج العربي والأردن وفلسطين وحتى المغرب العربي، وفي جميع دول وأقطار العالم، الصورة هي نفسها: جوع وأنظمة وحكّام ينعمون بالمال والثراء، تحميهم أجهزة الأمن والمجتمع الدولي». وفي معادلة أوضح «20% من الأكثر ثراءً يسيطرون على 75% من الدخل العالمي بينما 40% من السكان الأفقر في العالم يحصلون على 5% من الدخل العالمي».
وفي الكلمة التضامنيّة، عاد عضو اللقاء اليساري التشاوري كميل داغر إلى الصراع الطبقي الذي تعيشه مصر منذ عشرات السنين، لافتاً إلى صراع طبقي آخر مشابه يولد في لبنان وتولد معه الأزمة المعيشيّة وانحدار القدرة الشرائيّة والبطالة والجوع. ودعا داغر إلى مواجهة هذا الصعود الطبقي بالقضاء على المافيات التي تقودها مصلحة الأنظمة القمعيّة
لم يكن هناك من داعٍ لكلّ هذه «الهمروجة الأمنية» أمام سفارة الجمهوريّة المصرية، التي بدأت قبل حوالى ساعة من النشاط المقرّر، لصدّ مطالب شباب مسالم حضر ببضعة شعارات للتضامن مع «جوعانين» مصريين خلّفهم النظام السياسي والاقتصادي هناك... وفي جعبته «حقيقة بأنّ الشعب المصري لن يكون وحيداً في جوعه»، فثمّة لبنان سيجوع وقبله غزّة والعراق، وبعده بلدان كثيرة ستجوع أيضاً بسبب نظام سياسي واقتصادي ديكتاتوريّ يحاصرها. ولم يكن هناك داعٍ أيضاً لتزنير الطرقات بالحواجز الحديديّة، خوفاً من عشرات الشبّان الذين حضروا لـ«التنفيس» عن بعض ما يعانيه من جوع وقمع، وللمطالبة بالإفراج عن معتقلي «6 نيسان» في مصر، القابعين في «النظارات» من دون أحكام... والتهمة «جوعانين».
أمام هذا الواقع، ولأنّ مطالب عمّال مصر هي مطالب لبنان وغيره من الدول «والجوع واحد والنظام أيضاً»، كان لا بدّ من الشارع مجدّداً للتعبير أقلّه عن «الخنقة»، لا التغيير، وأمام السفارة المعنيّة، حيث تجمّع عشرات الشباب وهم يحملون مطالبهم الداعمة للنضال العمالي في مصر ولبنان، ولفتح معبر رفح أمام سكّان غزّة، في مقابل هراوى من يواجهونهم. لم يكن تحقيق مطلبهم أمام السفارة كبيراً، فكان أقصاه عرض مسرحيّ يجسّد الواقع المعيشي المصري، وبيان وكلمة تضامنيّة.
في العرض، لقي الرئيس المصري حسني مبارك ما يكفيه من الشتائم، فهو، إن كان قد حاز «النجوميّة» في العرض، إلّا أنّه لم يفلت من تهمة «المجرم» في «الرديّات» التي طالته وطالت «حكومة المافيات واللصوص في لبنان». وعلى وقع أغنية الشيخ إمام «شيّد قصورك على المزارع من كدّنا وعرق إيدينا...»، تقمّص الشاب الإنكليزي وجه الرئيس المصري، ملوّحاً برغيف الخبز لثلاثة «جياعٍ» يحاولون التقاط كسرات منه. ثلاثة يمثّلون ملايين من العمّال في مصر يعيشون تحت خطّ الفقر ومثلهم في لبنان والأردن، في معادلة قاسية تضعهم أمام شخص واحد يمسك بلقمة عيشهم من أجل كرسيّه ومصالحه. ولكن «لا بدّ لكلّ شيء أن ينتهي»، كما في المشهد، حيث ستؤدّي الثورة إلى إسقاط العابثين بجوع الناس، وقد يكون مصيرهم كما «مبارك» أمام السفارة، قابعاً خلف القضبان.
وبعيداً عن العرض الصامت، اختار الشباب المنظّمون، من الجهة الأخرى، الكلمة للتعبير عن الواقع المأساوي للوضع المعيشي، ووزّعوا بيانهم الذي دعوا من خلاله «إلى إنتاج حركة شعبيّة وعمّالية جديدة في لبنان، ورفع المصلحة الشعبية فوق أيّ اعتبار آخر في إضراب السابع من الجاري، لكي نثبت أنّنا قادرون على الدفاع عن لقمة العيش».
وذكّر البيان بأنّ ما يحصل في مصر يعانيه لبنان أيضاً، «ففي لبنان ربطة الخبز أصبحت بوزن الريشة والرغيف المدعوم في مصر أصبح نادر الوجود، والملايين يصرخون جوعاً وفقراً». وليس هنا فقط، «فمن سوريا والعراق إلى الخليج العربي والأردن وفلسطين وحتى المغرب العربي، وفي جميع دول وأقطار العالم، الصورة هي نفسها: جوع وأنظمة وحكّام ينعمون بالمال والثراء، تحميهم أجهزة الأمن والمجتمع الدولي». وفي معادلة أوضح «20% من الأكثر ثراءً يسيطرون على 75% من الدخل العالمي بينما 40% من السكان الأفقر في العالم يحصلون على 5% من الدخل العالمي».
وفي الكلمة التضامنيّة، عاد عضو اللقاء اليساري التشاوري كميل داغر إلى الصراع الطبقي الذي تعيشه مصر منذ عشرات السنين، لافتاً إلى صراع طبقي آخر مشابه يولد في لبنان وتولد معه الأزمة المعيشيّة وانحدار القدرة الشرائيّة والبطالة والجوع. ودعا داغر إلى مواجهة هذا الصعود الطبقي بالقضاء على المافيات التي تقودها مصلحة الأنظمة القمعيّة
0 comments:
Subscribe to:
Post Comments (Atom)